الطريق الصحيح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل

في عصر يتزايد فيه الاهتمام بالتكنولوجيا، يزداد الحديث عن الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم، خاصة في الولايات المتحدة. إن الزيادة الكبيرة في استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى في الذكاء الاصطناعي، والتي تجاوزت الـ100 مليار دولار في السنة الحالية، تبرز الأهمية المتزايدة لهذه التكنولوجيا. ومع ذلك، توجد مفارقة ملحوظة: العديد من الشركات التقليدية لا تزال تتخلف عن الركب في اعتماد هذه التكنولوجيا. هذا الفجوة تدعو للتفكير في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح في بيئة العمل.

استندت دراسة جديدة أجراها معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان إلى عادات 1500 عامل أمريكي في مجالات مختلفة. الفكرة كانت بسيطة: ما هي المهام التي يفضل العمال أن يتولى الذكاء الاصطناعي القيام بها، والتي يرغبون في القيام بها بأنفسهم؟ بناءً على هذه الملاحظات، تم تصنيف المهام إلى مناطق متعددة حسب الحاجة والتقنية المتاحة. النتائج أظهرت أن العمال يرغبون بشدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينية والمملة.

الغريب في الأمر هو أن معظم أدوات الذكاء الاصطناعي الموجودة في السوق تركز على المهام التي لا يحتاجها العمال أو يرغبون في القيام بها بأنفسهم. ووجد الباحثون أن 41% من أدوات الذكاء الاصطناعي تتوجه نحو هذه المهام ذات الأولوية الأقل. من الواضح أن الشركات الناشئة في هذا المجال ربما تخفق في معالجة التحديات التي يواجهها العمال في حياتهم اليومية، مما يفسر عدم اعتماد هذه الأدوات بشكل فعّال.

للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، يجب على الشركات أن تتبنى نهجًا جديدًا. بدلاً من محاولة استبدال البشر تمامًا، يجب التركيز على كيفية تعزيز تفاعل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي في المهام الروتينية. عندما يتم تمكين العمال من استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام التي لا يحبونها، يصبحون أكثر إنتاجية وأكثر سعادة في وظائفهم. يُظهر البحث أن التعاون مع الذكاء الاصطناعي هو الأسلوب الفعال لتحسين الأداء.

بالتالي، الدراسة من ستانفورد تؤكد أن هناك بالفعل فرصاً كبيرة أمام الشركات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي لمساعدتها على النجاح، ولكن يتعين عليها التركيز على حل المشكلات الحقيقية التي يواجهها المستخدمون. إن أتمتة المهام المملة وتبني الشراكات بين البشر والذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن من بيئة العمل بشكل كبير. بشكل عام، الوضع الحالي يمثل فرصة رائعة، وليس دليلاً على الفشل، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في تحسين جودة الحياة العملية.

تعليقات