لماذا قررت ترك الجامعة لبناء شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي (ولماذا يجب على معظم الناس عدم فعل ذلك)
في ساعة متأخرة من الليل، جلست على درجات كاتدرائية ديوك، تحت ظل أبراجها القوطية العالية. كان الهاتف يثبّت في يدي من كثرة الإشعارات: لقد تم قبولنا في برنامج Y Combinator. كانت لحظة وأحداث تاريخية تتقدم بشكل متسارع، وكنت على وشك اتخاذ قرار قد يجعل والدتي تشعر بالخيبة. كيف يمكنني أن أفسر لها أنني سأترك هذا المكان، الذي كان ثمرة كل تضحياتها، لأتابع حلمًا في مجال الذكاء الاصطناعي؟
القرار لم يكن رومانسيًا بل كان مقلقًا، وخاصة في تلك اللحظة عندما كنت أراقب أقراني يعيشون حياة الجامعات العادية، بينما كنت أعيش تجربة تاريخية تجري على بُعد 3000 ميل. بل كنت وشريكي في المشروع، قد حصلنا على الفرصة لنكون جزءًا من Y Combinator مع شركة Octolane AI، نحاول بناء نظام يمكن أن ينافس أسوأ الصعوبات في عمل كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
لقد كانت هذه اللحظة عبارة عن انتقال تاريخي سريع، كما علموني عن ثورات سابقة في القطاعات التقنية. كيف يمكن أن أنسى حقبة الإنترنت، أو كيف استغلت الشبكات الاجتماعية المؤسسة في أوائل الألفينيات؟ الآن، كان الذكاء الاصطناعي يلوح في الأفق، ولم يعد مجرد وسيلة بل منافس حقيقي يستحوذ على سوق العمل بشكل متسارع.
لكن تترك الجامعة ليس كما يبدو للوهلة الأولى. هي مقامرة تحتم عليك التقييم الدقيق للعوامل التي تدعم قرارك. بالنسبة لي، كان هناك خمس عناصر حاسمة: كانت لدينا قناعة بأننا نقدم حلاً لمشكلة حقيقية، ولقد جاء هذا في الوقت المناسب بشكل كبير، ورأينا دليلاً على رغبة العملاء بوضوح، وامتلكنا شراكة قوية بيني وبين شريكي، وأخيرًا حصلنا على التمويل الكافي لنستطيع الاستمرار لبضعة أشهر.
ومع ذلك، لا يمكن للجميع تحمل مسؤولية مثل هذه الخطوة. يجب على الناس أن يعرفوا أن ترك التعليم الجامعي ليس علامة على البطولة، بل هو قرار تكتيكي يتطلب تفكرًا عميقًا. إذا لم تكن لديك تلك الحماسة، أو لم تكن لديك القابلية للخروج من منطقة الراحة، فلا تتسرع في اتخاذ القرار. ابق في مدرستك، وإذا قررت مغادرتها، فتأكد أنك تفعل ذلك لأن هناك شيئًا أكثر أهمية ينتظرك.
تعليقات
إرسال تعليق